موقع مجموعة الاربعاء الثقافي سبها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع مجموعة الاربعاء الثقافي سبها

يهتم بنشر نصوص واعمال محموعة الاربعاء الثقافية ومساهمات القراء وبرامج ثقافية اخرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رحلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اعبيد
عضو
عضو
اعبيد


الاسم الثلاثي : اعبيد احمد اعبيد
عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 07/01/2010

رحلة Empty
مُساهمةموضوع: رحلة   رحلة Emptyالخميس يناير 07, 2010 1:55 pm


تسير بانسياب لا متناهٍ على رمال الصحراء إلى الحد الذي يجعلك تعتقد بأنها لا تتحرك .. فالأرض منبسطة والرمال فيها متماسكة نوعاً ما لأنها مازالت بكراً لم يطمثها في رائيي إنس ولا جان غير بعض أثر للحيوانات التي تكون قد مرت من هنا ومنها من قضي نحبة على رمالها وما تبقي منه إلا العظام النخرة التي أصبحت شديدة البياض بفعل ما قد أصابها من الرياح وذرات الرمل القادمة من جنوب الصحراء.
بعد أن تركوا سرير تمسه ورائهم قارب الوقت علي المغيب فقرر قائد الرحلة النقيب بوشعالة الاشهب التوقف للراحة وأداء الصلاة أزف وقت الغروب فأمر السائق بالبحث عن مكان مناسب للوقوف فلم يقطع صوت محرك السيارة غير صوت جهوري من النقيب بوشعالة "دوّر مكان ياولد قريب يذن المغرب نريدو نصلو"
فكانت هذه الكلمات هي التي أيقظت حسن البطشة من نومه فقد نام قليلا عندما كانت السيارة تلتهم الرمال الذهبية وتسير بانسياب فلا نقاش بين الثلاثة أنها رحلته الأولي إلى مثل تلك المناطق وكذالك آمر الرحلة يغلب عليه الطابع الجدي والصرامة.
قرر النقيب بوشعالة التحرك مجدداً باتجاه الجنوب تغيرت ملامح الطريق وأصبحت كثيرة المطبات وتنطلق من حين إلى آخر كلمات تزيد الرعب في قلب حسن البطشة القادم للمرة الأولى لأداء الخدمة الوطنية في المنطقة الحدودية .. ومن هذه الكلمات على سبيل المثال "بالشوية ياولد" "راك تودرنا فيه ألغام مش بعيدة من هنا" .
بعد أن تحسنت الطريق قليلاً واستوت الرمال .. شعر الجميع بالجوع ..ورغم ذلك لم يجرؤوا حتى على الشكوى.
النقيب بوشعالة منذ زمن وهو يجوب هذه المناطق .. واجه مشاكل وصعوبات كثيرة لا حصر لها وأخيراً انطلق الصوت الجهوري "وقف ياولد نريدو عشاء تعرف تسوي وكان يشير إلى السائق الذي رد بإيماءة من رأسه بالموافقة ".
أنهوا عشائهم .. قرروا المبيت في ذات .. انيطت مهمة الحراسة بالمجند حسن البطشة الذي سيظل سهرانا طيلة الساعات المتبقية من الليل يراقب ويبلغ عن أي طارئ نام رفيقيه كلاً في فراشه بعد أن اقفل السائق السيارة ووضع المفتاح تحت الوسادة .
بين الحين والآخر كان يسمع صوتاً يؤرق سكون الليل البهيم وبعد معاناة نفسية وجسدية صعبة حدد مصدر ذالك الصوت فقد كانت قطعة قماش تحركها الريح وجزء منها ثابت في الأرض و أخيرا قرر أن يُسكت ذالك الصوت ويذهب لانتزاع قطعة القماش وتركها تذهب مع الريح .. وصلها بخطى مترددة يلتفت يميناً ويساراً المهم أنه وصل أخيراً .. وما أن مد يده لانتزاعها حتى صُعق من هول ما رأى..!!
إنه رجلٌ ميت وارته الرمال المتراكمة وما تبقى منه إلا جزء من ثيابه تُحركه الريح .. ومن هول الصدمة بالَ حسن البطشة في سرواله وصرخ صرخة مدوية استيقظ لها رفيقاه وقال "ياحليلي هييييه واحد ميت هنىىىى"وسقط مغشيا عليه بعد أن استيقظ من غفوته كان إنساناً آخر غير الذي كان.
سبها 27/5/2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع مجموعة الاربعاء الثقافي سبها :: الفئة الأولى :: القصة القصيرة-
انتقل الى: